الأقباط متحدون | مرسي والشرعية الساقطة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤٤ | الاربعاء ٣ يوليو ٢٠١٣ | ٢٦ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٧٦ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

مرسي والشرعية الساقطة

الاربعاء ٣ يوليو ٢٠١٣ - ٠٣: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

القس نصيف هارون فلتس- استراليا، سيدني
حاول الرئيس "المرفوض" محمد مرسي أن يحتمي بالشرعية في خطابه الذي كانت تنتظره جموع الشعب وتنتظر كلمة واحدة هي "التنحي"، لكنه راح مهددا تارة بخطورة العنف المتوقع في حالة ضايع الشرعية كما يرى هو في ضايع الكرسي والمنصب من الجماعة. ومرة نراه يلوح بالترهيب من الخطوات القادمة وهو ما اطلق عليه "النفق المظلم" الذي ينتظر هذا الشعب والذي سيكون ثمنه غالٍ جدا من دماء ابناء الوطن ومؤسسات الوطن، وهذا بالطبع تهديد صريح بالعنف وسفك الدماء الذي قد يجعل المتظاهرين الابرياء يتركون الميدان كما يظن. وهنا أرى بعض الملحوظات.

أولا: ما هي الشرعية التي يحتكم إليها هذا الرئيس المرفوض؟ هل يقصد صندوق الانتخابات وكلنا يعلم كيف وصل الي الحكم من خلال التزوير واعمال البلطجة السياسية؛ على حساب الترهيب من الفساد واللعب على نغمة عودة النظام السابق والفلول والترهيب من حكم "شفيق" المرشح المنافس له في هذا الوقت. فاذا كان  مرسي قد جاء بالصندوق واصوات الشعب كما يقول، فهل لايرى الشعب نفسه بل اكثر في الاعداد الغفيرة التي تفوق النسبة التي نجح بها والتوقعيات التي جمعها شباب مصر الناضج في "حملة تمرد" التي تخطت 22 مليون كما اعلنوا. هل لايرى التظاهرات التي تملأ ميادين مصر التي تفوق 15 مليون نسمه في ميادين مصر بخلاف ميادين وعواصم العالم التي خرجت منها التظاهرات الرافضة لبقاء مرسي في الكرسي. قد يقول البعض هناك المؤيدين وهذا لا ننكره ولكن الصوت الاعلى والاغلبية هي الرافضة من هنا سقطت الشرعية التي اهدر معناها وقلل من قيمتها مرسي باستخدامه هذه الكلمة عشرات المرات في خطابه.

ثانيا: لم تعد الشرعية الان في مصر للقصر الرئاسى بل كما يعلم جميعا ويرى هي للميدان وهي أصدق. هذا الميدان الذي لا يستطيع احد التزوير فيه، الميدان الذي يكتظ بالشرفاء والاحرار وليس كما يكذب او يدعي كعادته بان الذين في الميدان هم فلول النظام السابق الفاسدين متهما ابناء مصر بالسذاجة وانهم ينقادون ورائهم. ياسيادة الرئيس هل الشرعية التي تحدثت عنها واصفا اياه انها الضمان الوحيد للديمقراطية هي الانقسام في صفوف الشعب والطائفية التي جاء رسخت لها في خلال العام الذي شغلته كرئيس للجمهورية؟ هل الشرعية في دستور مشوه يخدم وجماعتك صِيغَ في ظلام الليل وكلنا يعلم كيف؟ هل الشرعية هي  جماعة تنبذ الوطن على حساب الاتجار بالدين وغرس الفتن واهدم حضارة وتاريخ شعب بالفتاوي المتخلفة الرجعية؟ لا يا سيادة الرئيس، اراك كـأنك مغيب تماما عن الواقع بخطابك هذا والذي ما هو الي اشارة للبدء واضحة باستخدام العنف وتهديد بالحرب الاهلية بين صفوف الشعب المصري الاصيل وهذا لن يحدث في ظل قيادة حكيمة محايدة من القوات المسلحة والداخلية وشباب واع.

ثالثا: سقطت الشرعية بمعناها القانوني كما الجمهوري ايضا. فالشرعية تنص ان يحكم الحاكم وفقا لقانون ودستور لصالح الشعب والديمقراطية تعني حكم الشعب وفقا لارادته الحرة. وهذا ما لم يحدث في فترة مرسي فكان صوت الجماعة وعميلها يحكم وفقا لقانونها ونظامه وليس الا. لم يقدم مرسي طوال العام الماضي الا الفتن بين ابناء الشعب الواحد؛ الأزمات الاقتصادية والسرقات وغياب الامن. فهل هذه هو ما يقصده بالشرعية التي يتمسك بها؟ وهل لنا ان نبقي هكذا في خوف وفقر وافتقار للامن والامان حفاظا على منصبه؟ كيف والارض لم تجف بعد من دماء سفكتها يدك ويد جماعتك بموافقتك ومباركتك. لا ياسيادة الرئيس انت لم تعد تمثل الشرعية بعد؛ فانت أول من اهدرتها ولم تصنونها.

تحية حب وتقدير لهذا الشعب الاصيل الذي يملأ الميادين كبار وصغار؛ رجال ونساء؛ مسلمين ومسيحيين، فقراء واغنياء، هذا الشعب الذي أجبر العالم كله على احترامه بل اقولها علم الدنيا كيف تكون الارادة الحرة. فخور بك يا مصرنا الحرة، يا مصر الحضارة، مصر العلم والتاريخ والذي لن يقدر ان يطمسه او يمحوه فاقد للشرعية ابدا. نعم اقولها متأسفا ان يذكر التاريخ في سجلاته هذا الشخص ضمن رؤساء مصر ولكن العزاء هو انه سجل جنبا معدن مصر الحقيقي في قلب ميادينها؛ المسيحي بجانب المسلم، الرجل بجوار المرأة، الفتي والفتيات معا دون خوف بل "ايد واحدة" وهذه هي الشرعية الحقيقية التي يجب ان تسود وتعلو بمقدرات الوطن. الشرعية في وحدة الشعب الذي يكتب دستوره بالحب والارادة الحرة،احترام الاخر. لن نترك حريتنا وان كان لها ثمن لابد ان ندفعه. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :