بقلم : مينا ملاك عازر
نزلت يوم الأحد إلى التحرير ثائراً راصداً هتافات تخطف القلوب، هتافات ثورية متداخلة لا تعبر عن أن من يطلقونها خرفاناً منظمين يقودهم مرشد ما، وإنما أُناس لهم فكر ورؤية ووجهة نظر، لا تختلف الهتافات فكلها تصب في نهر واحد أن الشعب يريد إسقاط النظام، ويطالبون مرسي بالرحيل في الهتاف الأشهر، ارحل، أنا مدرك أن مرسي يحتاج لحوار ليجد من يُفهمه أن تلك الهتافات ضده، ومطلبها الرئيسي هو رحيله، فهو معذور لا يدرك الأمور إلا القادمة من الإخوان، على أي حال أبرز ما لمسته أن الثوار قالوا كلمتهم بدون سلاح ولا مولوتوف، فلم تستوقف الشرطة ميكروباس واحد به سلاح متجه للتحرير بل كله متجه لرابعة العدوية، وما انفجر من قنابل كان موجه للثوار وليس لمن برابعة، وهذا مثير للتساؤل، أين العنف الذي يتحدث عنه الإخوان؟ هل يقصدون العنف اللفظي الذي يستخدمه المتظاهرين في هتافهم، حين يهتفون ويقولون يسقط كل ولاد.... إحنا السلطة وإحنا الشعب، إن اتفقنا أنه عنف، فهو عنف لهم حق فيه، ولا يتضايق منه إلا ولاد ...، ولا أظن أن هذا يزعج الإخوان في شيء مطلقاً إلا إذا كان في الأمور أمور، وأظنهم هم أنفسهم متفقين معنا أنه يسقط كل .... وإننا السلطة وإننا الشعب، إلا إذا كانوا جمعية معنية بالرفق بالحيوان.
كما أنني لا أظن مطلقاً أن الإخوان سيعتبرون أن هتافاً كهتاف بص شوف الثورة يا خروف، هتافاً عنيفاً فهو موجه للخرفان، وأظنه هتاف تعويضي عن إساءاتهم التي قد يفهمها البعض لعالم الحيوان حين طالبوا بإسقاط ولاد ...، فها هم يعودون فيما يشبه الاعتذار وينادون على الخروف في منتهى الاحٍترام ليرى ثورتهم، ولا أظن في هذا شيء يضايق الإخوان إلا إذا كان في هذا أمر لا نعرفه يدوس على طرف حد منهم، كما أنني أعتقد أن هتاف ثوار أحرار حانكمل المشوار لا يزعج الإخوان إلا إذا كانوا يرون في أنفسهم عقبة تعترض الثورة، وهنا لا مانع من أن يطيح به الشعب المصري الثائر الحق، وها أنا أعتقد أيضاً أن هتاف كهتاف حا شي المرشد بيمشيه هو هتاف لأحد الحمير الذي بيمشيه عربجيٍ القائد بتاعه، وهو يؤكد أن ثوار مصر لا يحملون أي ضغينة تجاه عالم الحيوان فها هم يهتفون لحمار ويحاولون لفت نظر خروف شبه معتذرين عن إسقاطهم كل ولاد ... لأن السلطة للشعب وهو الهتاف الذي سبق وأن اتفقنا أن لهم حق فيه، هكذا راينا كل هتافات الثوار ليست هتافات عنيفة.
أما مسألة الاغتصاب فأنا مذهول من العدد المتضاعف للفتيات المغتصبة في الميدان ولكن أندهش أكثر من الإخوان في هذه المرة لم يتخذوا موقفهم من ست البنات إذ لم يقولوا وهما إيه إللي نزلهم؟ إشمعنى المرة دي محموئين أوي كده؟ وعلى أي حال نحن أمام أحد أمرين كلاهما يؤكد أن هناك اغتصاب، الأول أن هناك اغتصاب لفتيات بالفعل وسنناشد لجان أمن الميدان التشديد، ونعتذر للفتيات اللائي فقدن شرفهن أمام رغبتهن الجامحة في تحرير مصر فهن لسن أقل ممن فقدنا حياتهن على أيدي المسلحين بأسيوط وبغيرها أو أن الفتيات لم يُغتصبن وأنا أميل لهذا الوضع، فأنا رأيت من يوزع أرقام للاتصال بها في حالة رؤيتك حالة تحرش جماعي، فكم وكم بالاغتصاب، ليس هذا فقط ما يجعلني أميل لعدم وجود حالات اغتصاب بل أيضاً لأن من نزلوا للتحرير والاتحادية أمس هم من يحترمون المرأة ولا يريدون إبقائها بالبيت وليسوا من لا يرون فيها سوى جسدها، إذن في هذه الحالة إن صدق توقعي وإحساسي يكون من قالوا بأن هناك اغتصاب هم المغتصبون في عقولهم.
المختصر المفيد إللي على رأسه بطحة بيحسس عليها.