CET 10:45:08 - 17/11/2009

مقالات مختارة

بقلم :سيمون خورى

وفق كافة التعريفات الدولية المتعارف عليها ، مقارنة مع أنظمة متقدمة في مجال حقوق الإنسان فإن العالم العربي ، لا زال مجتمع قيد التشكيل ، رغم مرور عقود على ( إستقلاله ) . فحيثما وليت وجهك فثمة أزمة في بلد عربي ما ، أزمة بنيوية تاريخية تعود جذورها الى الفترة الزمنية التي توقف فيها العقل عن نقد الخطاب الديني . وإعادة مراجعة نقدية للتاريخ وغربلته ما بين الغث والسمين .
وما يصنع التاريخ الحديث ، هو الحضور الفاعل والمساهمة في صنعه والتفاعل معه وفيه . بدل الإكتفاء بدور الجراد الصحراوي . أو مثل الجمل ، الذي يعيد إجترار ما خزنه في زمن مضى .
ربما لا نذهب بعيداً ، إذا طرحنا بعض التساؤلات ، التي تبدو ظاهرياً غير قابلة للتحقق منها ، او أنها لا تملك برهانها . علماً ان برهانها يكمن فيها .
ماذا حققنا بعد هذه المسيرة الطويلة من التاريخ ..؟ العالم في مجموعه يعيش في مناخ دولي وإقليمي مفعم بالتغيير والتفاعلات التي تؤثر وتتأثر . بيد أن المنطقة العربية خارج التاريخ في فراغ عدمي .
هذه الذات ليست بحاجة الى جلد ذاتي ، بقدر ما هي بحاجة الى نقد ذاتي يكشف ويوضح أن حضارة النصوص الجامدة سواء أكانت ارضية أم ( سماوية ) هي نصوص بالضرورة يفترض أن تخضع لعقل البحث والتفكيك ، كما خضعت غيرها .
هناك العديد من المفاهيم في العالم تغيرت بفعل التطور. فإذا كنا في المنطقة العربية لازلنا نقف عند حدود تعريف الديمقراطية كمفهوم ( لحكم الشعب ) ..الخ فإن هذا المفهوم في الغرب تغير ، وتعرض للتطوير . وأصبحت الديمقراطية تعني تلبية مصالح المواطنين ، أياً كان الحزب الحاكم ، يميناً أو يساراً . بل أن هناك نظاماً جديداً يتماشى مع منطق التطور العلمي والتكنولوجي هو إدلاء المواطنين برأيهم حول قانون ما قبل طرحه على البرلمان ، وذلك عن طريق الأنترنت . رغم أن نواب البرلمان هم منتخبون من قبل الشعب ، وليسوا بالتعيين ، او المحاصصة .
في عالمنا العربي لا زال أئمة الجهل في غيهم نائمون ، لا تسمع سوى شخيراً أوربما صفيراً ، ولا فرق . مرة أخرى ماذا حققنا ..؟
تحولت المنطقة العربية الى بلدان منتجة ومصدرة لأزمات العالم . أزمة تنتج أزمة ، وفشل ينتج فشلاً ، وثقافة أصولية تنتج إرهاباً ودماء . معادية لحقوق الإنسان والحيوان .
ومناهضة للديمقراطية بمفاهيمها سواء القديمة أم العصرية . والعالم العربي في سبات أفعوي دائم متوسداً النص الديني . وليس له شاغل سوى هموم الآخرة ، والجنة والحور العين والغلمان المخلدون . إستبدل الواقع الملموس بوهم الماضي السرابي . ثم يقال أن الدين لا علاقة له بهؤلاء ، نصدق من النص أم مصدر النفي ..؟
عقلية دينية حولت نصوصها الى طوطم عبادي ، حيث حل النص محل ( الإله ) . وأسبغت على النص القداسة الرمزية المطلوبة ، فالناقد للنص هو كافر . وأصبحنا أمام وضعية أصبح من المتعذر فيه معرفة الفرق بين عبدة الأصنام وعبدة النصوص ، من كافة العقائد بلا إستثناء . الفرق هو أن الغيرتمكنوا من نزع قشرة ( القداسة ) عن النصوص ، بينما لا زال العالم العربي يبحث في نتاج برنامجه الوراثي الغيبي ، وكيفية العودة الى الوراء .
ترى هل مطلوب من علماء كيمياء الفضاء ، وفيزياء الفضاء ، البحث عن إختراع ، آلة أو مركبة العودة بالزمن الى الوراء ، وتصديرها للعالم العربي والإسلامي معاً ..؟ ربما قد تكون مفيدة تساهم بصحوة البعض ، وإدراك الفارق التطوري بين الأمس واليوم . وإذا لم تخونني ذاكرتي بعد هذا العمر ، فقد سبق لإفلام الخيال العلمي ، وأنتجت فيلماً عن هذا النوع من الأختراعات المفترضة . ترى أليست أهم من إستيراد السيارات ، والسلاح ، والمخدرات، والرقيق الأسود والأبيض من بلدان أفريقيا والفلبين .
أو من الغلمان . فقد إستبدل طريق الحرير القديم بطريق جديد طريق الرقيق والمخدرات . من جنة أفغانستان الى جهنم غزة ، الترمال هو الشعار . هذا الترمال ليس فقط في السموم المخدرة بل الأخطر في النص المخدر للعقول .
فإذا كانت همومهم في الماضي قضايا النكاح والولوج ..بما يتفق مع مستوى تفكيرهم آنذاك أليس من الجنون التمسك بذات العادات وتشيد حضارة من اللفظ على هذا الفعل الإنساني التاريخي .حتى ( النبي محمد ) قال أنه لم يتزوج أحداً من نساءه ولم يزوج أحدن من بناته إلا بناء على وحي من جبريل ..؟ ترى هل كان جبريل خاطبة أم كاتب نصوص نكاح ..؟ هذه هموم المواطن في البلدان العربية الإسلامية ، لكن هموم الإنسان المعاصر خارج العالم العربي ، هو الغذاء والدواء والتعليم والمحافظة على هذا الكوكب . وبناء مستقبل أجيال جديدة بعيدة عن عقلية العنف والتعصب والكراهية .
في تجربة الإتحاد الاوربي ، نرى أن هناك بلدان ذات ثقافات مختلفة ، وقوميات مختلفة ، وطوائف عقائدية مختلفة ، خاضت فيما بينها حروب ، أبادت الملايين . ودمرت مدن بكاملها . بيد أنها جميعاً صهرتها تجربة بناء الديمقراطية الجديدة وولدت ثقافة أوربية جديدة قائمة على أساس الإحترام المتبادل والتسامح الديني ، والمساواة الإجتماعية
. عندما توصل العقل الغربي النقدي الى قناعة أن الديانات والعقلية المتعصبة العمياء ، وعبرالتاريخ كانت صانعة حروب .
نحن ماذا لدينا ..؟ فمنذ إعلان هذا ( الإستقلال ) عن الإستعمار ، لم تشهد البلدان العربية ، نظام حكم ديمقراطي أو حتى نسخة مزورة ، حسب المعنى المتعارف عليه . نظرة فاحصة لأوضاع وتاريخ تطور البلدان العربية الراهن تشير الى أن الأنقلاب كان الطريقة المثلى للحكم في العالم العربي . سواء جاء تحت أسماء ( ثورات ) أو حركات حاملة وعود براقة بالتنمية والديمقراطية والمساواة الإجتماعية .
وهي جميعاً لم تحقق وعودها بل تحول نظام الحكم الى نظام أسروي عشائري ، أمني ، قائم على الفساد بكل معانية في إطار توحد الثروة والسلطة في يد العائلة الحاكمة . منذ أيام الخلافة الأولى . كان الإنقلاب الطريقة المفضلة للحكم . لكن في العصر الحديث ، ترى لماذا لم تتوحد البلدان العربية المسلمة ..؟
البداية في سوريا مع إنقلاب حسني الزعيم في 30 مارس 1949 ، ثم توالت سلسلة من الإنقلابات أخرها إنقلاب حافظ الأسد في العام 1970 ، وفي الاردن بدأت في العام1952 عندما أعفى الملك طلال وجاء الإنقلاب الأبيض بالملك حسين . وفي سلطنة عمان ،عزل السلطان قابوس أباه ونصب نفسه في العام 1970
. وفي قطر عزل الشيخ خليفة بن حمد سلفه وابن عمه الشيخ احمد علي ثم عزل الشيخ حمد أباه ونصب نفسه العام 1995 .وفي ليبيا أطاح العقيد معمر القذافي في سبتمبر من العام 1969بالملك إدريس السنوسي ونصب نفسه قائداً للأبد .وفي السودان في العام 1956 أطاح الجنرال عبود بالحكومة المدنية برئاسة إسماعيل الأزهري . وإنقلاب جمال عبد الناصر ضد الجنرال نجيب1952 في مصر . وفي العراق إنقلاب عبد الكريم قاسم العام 1958 وتوالت الإنقلابات .وفي لبنان حركة الجنرال فؤاد شهاب ، وفي اليمن قاد عبد الله بن احمد أول إنقلاب على أسرة الأئمة الزيديين في العام 1948عدا عن الإنقلاب الأبيض في تونس على يد زين العابدين ، وإنقلاب أوفقير في المغرب ..وفي الجزائر ..الخ .
الحكم العسكري بواجهة مدنية أو حتى بشكلة العسكري هو القاسم المشترك بين كافة الأنظمة العربية . فلم تعرف المنطقة العربية مرحلة الدولة الوطنية المدنية . وصيغة الإستئثار والانفراد بالسلطة هي التي أضاعت على العالم العربي فرصة التطور الطبيعي والتغيير السلمي الذي تعيشه بلدان العالم الأخرى . بل يكاد يجزم المرء أنه حتى الخلفاء وأمراء المؤمنين الذين حكموا العالم العربي طيلة القرون الطويلة ليسوا سوى أحد مظاهر الحكم العسكريتاري – التسلطي مقارنة بعصرة السابق . ألم تقمع كافة الحركات سواء النقدية منها للخطاب الإسلامي القديم ، او تلك الحركات التي حاولت التخلص من حكم آل قريش ..الخ وإتهمت هذه الحركات بالزندقة والكفر
. وهي ذات التهم التي توجه راهناً لأي عقلية نقدية لأمراض الديانات المزمنة المتوارثة . بحجة أن العلمانيين مبرمجين ومؤدلجين ..الخ بغض النظر عن سخافة الدفاع وضحالته بيد أنه يكشف للحقيقة عن الوجه العنصري البشع في التعامل مع الغير المختلف . ماذا حصد المواطن أو شبه المواطن أو مواطن الدرجة الثانية في العالم العربي . من نظام الإنقلابات الإمامية وحتى الأن ..؟
ترى ماذا كانت النتيجة ... غياب الديمقراطية ومفهوم المواطنية التي لم تتعرف عليها شعوب العالم العربي بكافة طوائفة وأثنياته المتعددة . خلقت مواطناً مسخاً يدعى مواطن نصي ، جسداً في القرن الحالي ، وعقلاً في نص ثابت ميت . مواطن ديني نصي ، طلق الأرض بالثلاثة ، وتزوج الوهم الذي يعده بالحور العين وبجمال لم يخطر على بال بشر ..؟
أحدهم سئل شيخه أو كاهنه .. في الجنة هل ستكون معنا زوجاتنا أيضاً ..؟ أجابه حارس النص ،كلا .. هناك جنة عرضها كعرض السماء والأرض وحور عين ..الخ فنطق الرجل قائلاً الحمد لله فقد وجدت الفرصة لكي أتخلص منهن دون دفع المؤجل . لكن ما مصير زوجاتنا ياسيدي ..؟ أجاب حارس النص ، لا تحزن لهن ما لكم ربماعلى المرأة التي تدافع عن عبوديتها الدنيوية إنتظار الآخرة للحصول على مساواتها الكاملة . ومن يدري أن مسيلمة قد خدعنا أم خدع نفسه ..؟
*****************
لنعود الى جوهر الموضوع بعد هذه الإستراحة القصيرة .
كان يمكن للعالم العربي بحكم تكوينه الإجتماعي ، وتعددية طوائفه وثقافاته ، إنتاج أفضل وأرقى تجربة معاصرة سواء على الصعيد الثقافي – الإجتماعي أو حتى من حيث مقومات هذا التجمع الإقتصادية . فهذه المنطقة كانت الحاضنه الطبيعية للحضارات القديمة . وتذخر بكم هائل من الآساطير الميثولوجية الجميلة لم نستفد منها كأدب وثقافة ، بل قتلت الثقافات القديمة، بتكريس النص الديني الى تابو ممنوع من الصرف
. والأسوء في هذه التجربة الفاشلة أنها أنتجت وفرخت قوى عنصرية بديلة كنتيجة حتمية لغياب الديمقراطية ولغة الحوار العقلي النقدي التي تعني في أبسط مفهومها تطور المجتمع نحو المعاصرة والحداثة .
لقد أنتجت أنظمة الحكم في العالم العربي - الإسلامي ، أحزاباً وحركات دينية متخلفة ذات خطاب سياسي عنصري ، يحيل سبب أزمة المنطقة التاريخية الى عدم تطبيق قواعد الشريعة ..؟ وليس الى النموذج الديكتاتوري لنظام الحكم العربي . لكن السؤال ما هو نظام الشريعة ..؟ ترى هل أن تطبيقات هذا النظام ما هو سائداً في أفغانستان والصومال والسودان واليمن وغزة .. أم هناك نموذج آخر ..؟ المفارقة الأسوء أن النظام العربي وظف الظاهرة الدينية ، بل ساعد على إنتشارها لضمان بقاءه في الحكم بحجة مواجهة هذه الظاهرة . تماما كما إستخدمت القضية الفلسطينية لتأجيل وطمس الصراعات الطبقية في بلدان العالم العربي بحجة مواجهة الحرب مع إسرائيل ، هي الأن تستثمر الظاهرة الدينية لصالح بقاءها ، ومنع ولادة الدولة الديمقراطية لكافة مكونات المجتمع الأثنية ، القائمة على مبدأ المساواة المواطنية والعلمانية الديمقراطية .
عجز النظام العربي ، ومعه نصه الديني ، أنتج مواطناً عاجزاً عن الفهم والعمل الجماعي . وهو مواطن في جذورة وموروثه الديني قائم على مبدأ الإتكالية والقدرية . إنسان يعاني من عقدة خوف موروثة و مزمنة تدفعة دوماً الى عدم الخوض في أي فعل جماعي يحقق مطالبة وحقوقة الإجتماعية . حتى في مجال السياحة لا يعرف العالم العربي معنى السياحة الجماعية كمجموعات ، بل هناك سياحة فردية لأثرياء السلطة. وعلى ما يبدو لدى تحليل ظاهرة هذا الفرد المسكون بالإنفراد ، والخوف من العمل الجماعي ضد النظام الإستغلالي ، يتضح أن العامل الديني يعتبر أحد أبرز الاسباب التي حالت دون تطور إحتجاج المواطن الى درجة الثورة عليه .
وإن كانت الثورة بالطرق السلمية كما حدث في رومانيا ، أو في العديد من بلدان العالم الأخرى .
الحلقة المفقودة هنا هو غياب الوعي المعرفي في الحاجة الى الديمقراطية . الى الغد وليس الى الماضي . ..؟ وحتى في حالة الإحتجاج فهو إحتجاج قطيعي لصالح طائفته ، وليس لصالح مجتمعة المدني . فالقبيلة والطائفة والحزب العنصري هو الأساس.
فالواقع شئ غريب جداً عملية التمسك بقدسية النصوص القديمة ..؟ حسب معرفتي المحدودة أنه لا يوجد قانون أو نص ثابت في التاريخ . فهناك العديد من النصوص التي تحفل بها الكتب الدينية الثلاث ، كانت في ذاك العصر ذات معنى لإصحابها ، أو أنها تلبي إحتياجات معينه ما في ظرف محدد . بينما الأن ليست سوى خرافة .. أو أنها كانت تمثل تخيلات البشر العفوية لتصوراتهم عن الخلق والطبيعة ، التي أدهشت الإنسان القديم ، كما تدهشنا الإكتشافات الحديثة الأن . ربما من غير المنطقي محاكمة ( أنبياء ) الماضي ، فقط هم إستجابوا لألية تفكير ، وقدرة عقل على التخيل في حينه ، لكن ما يجب فعله هو تقديم الكهنة الجدد الى محكمة التاريخ . وتحرير العقل من وصايتهم . النصوص عادة لها أعمار زمنية محددة ما يصلح اليوم قد لا يصلح غداً . مثل النظريات العلمية كل شئ قابل للتطوير والبرهنة
. لكن هل يملك النص الغيبي برهانه على ثباته ..؟
الكاتب الراحل محمود أمين العالم في إحدى مقالاته الهامة يشير الى أن العقل العربي لا يقبل بالعقل البرهاني ، الحركة هنا تكرس التكرار، فصار زمناً مكرراً معاداً زمناً ميتاً . بينما الدكتور محمد عبد الجابري ، يرى أن تأخر المسلمين وتقدم أوربا كان بسبب إستقالة العقل عند العرب ..
وبعد ذلك نعود الى اصل السؤال ماذا لدينا ..؟
حكومات لا تمثل مصالح شعوبها ، ودساتير وقوانين معلقة ومعطلة ، وأحزاب ونقابات رسمية ، وإنتخابات غير شرعية ، ومواطن بلا حقوق مدنية ، وأجهزة قمع لقمع المواطن المقموع منذ لحظة ولادته في العالم العربي . وفوق ذلك كاهن ونص هو الحاكم بأمر الوهم . واحزاب طائفية عنصرية إسماً ومضموناً ، وممارسة . عقلية لا تتسامح مع الأنشقاق عنها ولا المعارضة لها . فالنص هو المطلق ، حتى لوكان من صياغة كعب الأحبار ، وليس إبن عباس رئيس علماء الفلك في زمانه . ترى هل هناك ضوء في نهاية هذا النفق السديمي ..؟
هل يمكن إنتاج هوية ديمقراطية لمواطن ، في ظل ثقافة الحريم .. ؟
للكاتب جيمس ديوار قول جميل : العقل كالمظلة ، تقوم بعملها فقط عندما تفتح .
نقلا عن الحوار المتمدن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع