بقلم: نرمين رضا
في إطار خطة الدولة لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير والحد من تفشي المرض والصراع الدائم مع عنصر الوقت الذي يلعب دوره البارز في ازدياد أعداد المصابين والوفيات التي في ارتفاع مستمر يوم عن الآخر، تشهد التربية والتعليم حالة من المرونة التي لم تحدث من قبل في محاولة سريعة للحد من أخطار تفشي المرض بل تقليل الأضرار، مستخدمة جميع الطرق التي تحقق تلك المرونة من تخفيف كثافة الفصول بانقسام التلاميذ إلى مجموعتين لكل مدرسة مكونة من (أ) و(ب)، الإهتمام بنظافة المدارس (الإهتمام الشديد بدورات المياة)، والتدقيق على أعمال الصيانة (أبواب ونوافذ)، بل تقوم الآن بتخفيف المقرارت من المناهج متبعين زيادة المحذوفات.
وأرصد ما قام به موجّه اللغة العربية بالتعليم الإعدادي بتخفيض منهج الصف الأول والثالث الإعدادى.
ويؤكد ذلك ما تتبعه الوزارة بشكل مركزي في تطبيق التعليمات الجديدة على جميع المحافظات بإخطار التوجيهات لتطبيقها على كل المديريات والإدارات بالأقاليم، محددين الوقت، مستخدمين زيادة المحذوفات من المقررات حتى تصل إلى أعلى النسب عن السنوات الماضية، كالتعليمات الصادرة من موجّه اللغة العربية بالوزارة دون تدخل من مسئولي التعليم بالمحافظات، وأن الملاحظ هذا العام ارتفاع المحذوفات بنسبه كبيرة عن الأعوام السابقة.
حيث تلقى طلاب الصف الأول والثالث الإعدادى توجيهات من مدرسي المادة باستبعاد 9 مقررات تعليمية من بين 16 مقرر بمادة اللغة العربية، وتنفيذ القرار داخل محافظة المنيا على حسب تعليمات الوزارة، كما أكد طلاب الصف الثالث الإعدادي حذف 6 مقررات بحجة مواجهة عنصر الوقت في ظل تنفيذ خطة مواجهة مرض أنفلونزا الخنازير، فهل أثّر ذلك على مدى التحصيل الدراسي وكمية المحتوى التعليمي للطلاب أم لا؟
فإن كانت الأنفلونزا جاءت بحذف المقررات، فلما أقرت الوزارة ببدء العام الدارسي وكان يمكنها تأجيله أو إلغاءه بدلاً من أن نصل إلى ذلك الحد من المحذوفات وارتفاعها إلى هذه الدرجة!؟
وقد يؤثر ذلك الحذف على تخريج دفعة بأكملها من طلاب المرحلة الإعدادية غير ملمة بالمنهج المخصص لتلك المرحلة ولهذا السن كالأعوام الماضية، متماشين كغيرهم بمن تخطوا الإعدادية والآن بالمرحلة الثانوية.
ذكّرني هذا القرار بالقرار الوزاري الذي طُبق بحذف الصف السادس الإبتدائي لأول مرة وقد مررتُ بتلك المرحلة وكنت من أول الدفعات التي طُبق عليها القرار، ثم انتقلتُ للمرحلة الإعدادية على مدار 3 أعوام، ومنها للثانوية العامة، وبعدها جاء أول قرار بتعديل نظام الثانوية العامة إلى مجموعات مع نظام التحسين في الصيف، وأيضًا كنت من أول الدفعات التي طُبق عليها القرار.
ولا أقصد في طرح ذلك أن أبدي رأيي في قبولي للقرار من عدمه، بل لأوضح أن بعض الدفعات تمر في التعليم بعدد من التغيرات قد تؤثر في مجراها التعليمي والحياتي عامةً، كما نرى أن هناك الآن مرحلة جامعية فارغة دون طلاب.