بقلم: اسحاق صبحي
في الآونة الأخيرة تم استحداث أسباب ودوافع جديدة لاضطهاد المسيحيين والتضييق عليهم وتنكيد حياتهم وتحويلها إلى جحيم.
في السنوات الماضية "وحتى الآن" كانت تندلع الأحداث الطائفية بسبب تلاكيك كلاسيكية مثل شروع المسيحيين في بناء أو حتى ترميم كنيسة والعياذ بالله، أو تجرأ المسيحيين على الصلاة والعبادة في أحد البيوت لا سمح الله، أو أحيانًا بسبب مشاجرة عادية بين مسيحي ومسلم وتحويل الخلاف بقدرة قادر إلى خلاف ديني سرعان ما يتطور بما يوافق هوى مشعلي الحرائق والفتن فتندلع أعمال الشغب والعنف والتدمير والنهب والسرقة إلى آخره.
مؤخرًا تم إضافة بند جديد إلى قائمة دوافع الاضطهاد وهو ضبط الشباب المسيحي في أحضان إحدى العاهرات.

ففي ديروط دفع جميع المسيحيين ثمنًا فادحًا لخطأ ليس لهم ذنب فيه، حيث أقدم شاب مسيحي طائش على توزيع اسطوانة مدمجة مسجل عليها فيلم يصور كيف مارس الجنس مع إحدى الساقطات، ودفع والد الشاب حياته ثمنًا لتهور ابنه، كما دفع المسيحيون في المدينة ثمنًا باهظًا حيث وجدها المسلمون فرصة ذهبية للتنكيل بالمسيحيين والنيل منهم.
ثم مؤخرًا تكرر السيناريو نفسه ولكن مع اختلاف التفاصيل في ملوي، حيث اقتحم الأهالي إحدى الشقق المشبوهة ليجدوا شابًا مسيحيًا في أحضان إحدى الساقطات، فاعتدوا عليه وقاموا بطعنه عدة طعنات ثم وجد الشاب وقد فارق الحياة بعدها بفترة وجيزة، ثم التفتت الغوغاء بعد ذلك إلى باقي المسيحيين من أهالي ملوي من تظاهر وأعمال شغب واعتداء على الأقباط المسالمين.

إن هذه الأحداث تدل على مدى الهمجية والانحطاط اللذان انحدر إليهم هذا الشعب الذى استمرأ الهجوم والتعدي على الأقليات المسالمة لأتفه الأسباب.
ففتاة ديروط كانت فتاة ساقطة وغانية تمارس الرذيلة مقابل المال، وهي كانت كذلك قبل أن تتعرف على هذا الشاب القبطي الأحمق الذي جر بطيشه كل هذا البلاء على أهله وباقي المسيحيين في المدينة، وفي الأغلب فإن فتاة ديروط لم تمارس الدعارة مجانًا مع هذا الشاب، كذلك فإن قتيل ملوي لم يدخل الشقة المشبوهة مجانًا، فالغانيات لا يهمهن سوى المال في المقام الأول والأخير.
ما كان سيحدث لو قام أحد هذين الشابين بإغواء فتاة محترمة، أو أقنعها بالهروب من أهلها والزواج به، كما يحدث مع بعض الفتيات القبطيات القاصرات؟
ما ذنب أهالى ديروط وملوي في الواقعتين حتى يتم الانتقام منهم؟ من البديهى أن أحدًا من أهالي المدينة لم يدر بخلده شيئًا عن سلوك الفتيات المنحرفات ولا زبائنهن الحمقى، لكنهم وجدوا أنفسهم فجأة يدفعون ثمن وقائع لا يعلمون عنها شيئًا ولم يسمعوا بها من قبل.
ثم هل تكون العاهرة شريفة ومحترمة عندما تُمارس الرذيلة مع شباب مسلم، ثم تقوم القيامة عندما يكون الزبون مسيحي؟

الطريف أن بعضهن يفضلن الزبون قبطيًا لعلمهن لأن "العميل" في هذه الحال سيكون أحرص ما يكون على "سرية التعامل"، ولن يعمد إلى التشهير بهن مثلما فعل السائق المسلم بمنتهى الخسة والجبن.
أحد المواقع المتطرفة الحمقاء أكد أن هذا يعتبر اعتداء على "جزء من شرف المسلمين"
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=2349917
وأن تأديب النصارى واجب حتى يعلموا أن عرض المسلمات غالي!!
ما كل هذا الانحطاط وما كل هذه الخسة!؟

نفهم أن تثور الجماهير من أجل فتاة مؤدبة وبنت ناس، لكن ليس من أجل نساء تحترفن البغاء، مع التسليم بحق أي إنسان أن يحترف ويمارس المهنة التي تحلو له، خاصةً وأن أغلب النساء تلجأن إلى هذا الطريق اضطرارًا بسبب سوء الأحوال المعيشية وقساوة الحياة.
ثم أن الانتقام العقاب يجب أن يُوجه أولاً للفتيات ثم للشخص الذي ارتكب الخطأ "وبصورة قانونية"، لا ان ينسحب العقاب على أهالي البلدة وبصورة جماعية.
لكن بلدنا للأسف أعطى القانون أجازة مفتوحة، ولا أحد يسعى لتطبيقه لا سيما إذا كان الاعتداء على أقباط لا بواكي لهم، ووقف الأمن ليستمتع بمشاهدة الغوغاء وأعمال الانتقام البربري مع الاستعداد لمد يد المساعدة والعون الصادق إن لزم الأمر، ونهاية بالتغطية على المجرمين والقتلة والتعتيم على أعمال الإرهاب من أجل صون شرف الساقطات وعاشت العاهرات الشريفات!!!.