بقلم : لطيف شاكر
إضافة الغرباء عمل روحي وواجب وطني وحق إنساني نصت عليه هيئة حقوق الإنسان والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ولا يمكن أن تتخلي دولة محترمة عن قبول إنسان أو جماعة التجأ إليها , والضيافة لها آداب وأدبيات فالأولي تتمثل في كيفية استقبال الضيوف و التعامل معهم والعمل علي راحتهم ,أما الأدبيات فهو سلوك الضيافة بين الضيف والمضيف .
وإذا تكلمنا عن آداب الضيافة من جانب المضيف فأدبيات الإضافة تحتم علي الضيف ان يراعي عادات وتقاليد وخصوصيات بلد المضيف ولا يكون ثقلا عليه او عبئا علي سلام الوطن وامانه .
فالضيافة عقد ادبي غير مبرم وغير الزامي بين الطرفين وممكن ان تأتي بثمرة طيبة فتزداد اواصر المحبة وتدعيم السلام اذا حسنت بينهما اداب الضيافة , وممكن تكون العكس وقد تسبب خصومات تصل الي الكراهية والحروب لو ساءت الضيافة من احد الجانبين .
والضيافة الذي اقصدها الان هو ضيافة الدولة للاشخاص وعائلات وجماعات من بلاد شقيقة او اجنبية نتيجة النزوح الجماعي بسبب اضطهاد او عنف او ضغط وهذا ماادرج عليه كلمة اللجوء ,ويختلف اللجوء من ديني الي سياسي الي انساني ...الخ وقد يكون اللجوء مستديما ويتحول الي مواطن في دولة المضيف او مؤقتا لحين انتهاء سبب اللجوء.
ويطلب من المضيف ان يقدم خدمات انسانية للضيوف اللاجئين مثل اقامة مناسبة ودعم مادي وصحي ومعيشي وحماية صغارهم من الضياع او الاعتداءات الجنسية او خدش كرامتهم .
وفي المقابل يحتم علي الضيف ان يراعي احترام تقاليد وعادات وفكر وسياسة وقوانين المضيف والا يكون فظا مكروها من المضيف وشعبه , لتدخله فيما لايعنيه او يحشر انفه في شئون بلد المضيف او يزرع الفتن والقلاقل او يكون مثيرا للخلاف .
ونحن امام مجموعة من الضيوف من بلد الجوار وهم جماعة حماس او الاخوان المسلمين فرع غزة وكنا نامل ان يكونوا علي مستوي من العقل والاتزان واحترام ضيافتنا لهم , لكن للاسف فرضوا ضيافة اجبارية ارهابية بقوة السلاح علي مصر وبتشجيع وتحريض من رئيس مصر وجماعته. ولاحظ الجميع انهم ليس مجرد ضيوف بل مغتصبون للوطن ومهيمنون علي ثرواته يتحكمون الان في مصائر مصر بل امتد الي كل المرافق بالرغم من كرهية الشعب المصري لهم وغير مرغوب في تواجدهم ولترسيخ وجودهم انحازوا بقوة الي المؤسسة الحاكمة علي حساب الشعب , وباتت قناعتهم انهم حماة مؤسسة الرئاسة وظهير الجماعة الاسلامية و الفضل لهم في بقاء الجماعة الحاكمة في سدة الحكم .
هذا كسر لقواعد الضيافة وخرق لمشاعر المضيف المصري ونرفضهم ادبيا ومعنويا وامنيا,لكن ماباليد حيلة فقد فضلهم مرسي عن الشعب المصري واصبحت خيرات البلد لعشيرته الحماسية الغريبة, دون اصحاب البلد وصاروا يتنعمون بثروات مصر دون الشعب الاصيل الذي يعاني من شح الموارد وفقر الخدمات بل صارت امنية صاحب الارض ان يحظي بما يتنعم به غريب الدار من خيرات مصر مكتفيا بموقف المشاهد وهم يغتصبون زاد ابناءه
هذا هو رئيس مصر محمد مرسي وسياسته العدائية نحو شعبه واهتمامه بعشيرته الحمساوية ويبدو انه اعتبر غزة ولاية مميزة في حكم خلافته المشئوم ولاهلها السيادة والحظوة ويتفوقوا عن المصريين .
واؤكد لحماس الغرباء من المحال ان يستمر الحال علي هذا الحال وهذه الاوحال , فنهاية مرسي آتية لاريب فيها ان آجلا او عاجلا وسيقف الشعب المصري اصحاب الوطن بالمرصاد لهؤلاء الضيوف الثقلاء, وماذا ستكون النتيجة الحتمية بعد ان زرعوا الكراهية في نفوس المصريين وعداوة في قلوبهم وسيرة رديئة في عقولهم ..الي اي مكان ستيذهبون بعد ان يتخلي عنهم شعب مصر وتركوا اثارا سيئة لاتمحي علي مرار الايام .. ان تاريخ الشعب المصري يحيا في ضمير كل مصري مهما تقادم الزمن , وماارتكبوه من حماقات يندي لها الجبين لن ينساه الشعب المصري الاصيل , ولن ينسي لهم الحماقات التي ارتكبتوها في حقه , ولن يكون لهؤلاء مكانا ليس في مصر فحسب , بل في اغلب بلدان العالم كله , واذا رفعت مصر يدها عن القضية الفلسطينية لن يكون لهم قضية ولا حتي وجود لفلسطين .
وربما نحن في موقف المتسامح لاعمالكم المشينة منذ ثورة 25 يناير من تعديات علي كرامتنا بفتح السجون وقتل الجنود وخطف ابناءنا لكن سيأتي يوم الحساب وفيه يكرم المرء او يهان فدماء شعبنا غالية ولن نسامح في حقهم .
اما الضيف الثاني هم اللاجئون السوريون الذي فروا من معركة مشتعلة نيرانها بعد ان انضم بعضهم الي صفوف المجاهدين, وللحقيقة المرة لم يحسن الشيوخ ضيافتهم فخدشوا عرضهم واستهانوا ببناتهم وسيداتهم حتي اصبحوا كلقمة سائغة لمن يريد جنسا مباحا ووصل التبجح من بعض الشيوخ ان يعلنوا عنهم علي قارعة الطريق وفي الشوارع القديمة كبضاعة رخيصة للزواج العرفي و المتعة او المسيار والمسفار والمصياع والمهراب ..وغيره ,دون مقدم او مؤخر الصداقة او نفقة او اي ارتباطات ,كانهم سقط متاع او نفايات بشر وكل له ثمن والادهي انهم استباحوا هذا الفعل الفاضح بغطاء ديني تحت مسمي الكفاح والجهاد ..الخ
هذه ضيافة تشمئز لها النفوس وتتنقص من المبادئ المصرية العريقة, وتراثنا السامي الذي ورثناه عن اجدادنا المصريين اصحاب الحضارة والتاريخ , فمصر كانت دائما الملاذ الامين والملجأ الآمن لكل من يأتي اليها هاربا او عابرا او شاردا او تائها .
وبالرغم من هذه التصرفات البهيمية من جانب بعض الشيوخ والمتمسحين بالدين فنجد هؤلاء السوريين يقفوا في نفس خندق الاخوان ودعموا تظاهرات الجماعات الاسلامية.
وفي الوقت الذي تألم فيه المصريون بسبب هذه الاعمال الاجرامية من جانب الشيوخ والذين يدعون التدين والتقوي وهم ابعد الناس عن الدين واعمالهم وسلوكهم يشهدان يهذا خاصة ان بعضهم وهو سبعيني من شيوخ الفضائيات تزوج منهم حتي الان اكثر من عشرين فتاة في مقتبل اعمارهم . وكانهم حبات من الفول للتسلية والادهي ان اصحاب الفتاوي يحلل له هذه الزيجات المشينة والمعاشرات الرديئة ويتمني ان يكون مثله.
(الشيخ الفاجر عبد المقصود : قال أن القرآن والإسلام يحضنا علي الزواج بالأطفال .. وليس هناك جريمة في ذلك.. وياريت أعمل زي الشيخ محمد حسين يعقوب...هكذا يفكر الشيوخ تجار الدين)
نحن نتألم لالامهم ونتوجع معهم ,لكن ايضا يؤلمنا جدا مشاركة هؤلاء الضيوف ان كانوا من حماس او خلافه في تظاهرات ضد الشعب المصري ..واخشي ان يلحقهم غضب الشعب المصري بعد انتفاضته الميمونة والقريبة .
نحن نرحب بهم كضيوف علي مصرنا العظيمة لكن نرفض تدخلهم السافر والسافل في امورنا الداخلية
قلوبنا متسعة لكم كلاجئين للوطن شرط عدم المساس في خصوصياتنا .. دعونا نحل مشاكلنا بانفسنا ,وعودوا انتم الي دياركم الخربة حيث اتيتم.. واخشي ان تكونوا قربانا للمعارك القادمة ..
ان يوم 30 يونية العظيم سيكون يوما فاصلا في تاريخ مصر ..فاحذروا ايها الحماسيون النازحون من غزة والمجاهدون لغنائمكم والذين لايعرفون الا لغة الحرب والدمار والدم ان شعب مصر لكم بالمرصاد.. وتحيا مصر وشعبها الابي
لا تاسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الاسود كلاب....لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها تبقى الاسود اسود والكلاب كلاب.