الأقباط متحدون - هل اتهام جيهان منصور فى محله؟
أخر تحديث ٠١:٥٤ | الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣ |   ٢١ بؤونة ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣١٧١ السنة الثامنة  
إغلاق تصغير

هل اتهام جيهان منصور فى محله؟

 حنا حنا المحامى

استهوانى خبر اتهام الاعلاميه جيهان منصور بمحكمة الجنج بتهمة القذف والسب للقيادى الاخوانى عصام العريان إذ أنها قالت عنه "إنه يمارس الفاشيه السياسيه"

وللرد على هذا الاتهام سأحاول أن أبسط المسائل القانونيه حتى تكون سهلة الاستيعاب بالنسبه لقارئ..

أولا ما هو تعريف جريمة القدف والسب؟
القذف هو إسناد واقعه, أما السب فهو إسناد صفه.
والقذف بإسناد واقعه لو صحت تستوجب عقاب المجنى عليه أو تخدش شرفه واعتباره.  أما السب فهو إسناد صفه تؤذى المجنى عليه فى شرفه.

إلا أنه توجد أسباب للاباحه فى جريبمة القذف أو السب.  ولما كانت كلمة "الاباحه" كلمة قانونيه فمن الاوفق أن أشرح معناها وأقول إنها تبيح للجانى جريمة القذف فلا يعاقب علينها إذا ارتكبها.  فمثلا إذا كان لدى صاحب عمل موظف اختلس مبلغا من المال فوجه إليه صاحب العمل كلمة "يا حرامى".  لا يكون قد ارتكب تلك الجريمه لانه قد أبيح له قذف الجانى.

وحريمة السب لها أحكام خاصه وهى لا تعنينا فى هذا المقام لاننا بصدد قذف.

ويشترط القانون فى واقعة القذف أن يكون القول محل الجريمه يستوجب العقاب أو الاحتقار.  ويجب أن تكون القول محل الجريمه محددا فإذا قيل عن شخص إنه خان الامانه لانه بدد مالا أو دينا تقوم جريمة القذف.  أما إذا قيل إنه يخون الامانه دون تحديد لواقعه معينه, ففى هذا الحاله لا تقوم جريمة القذف.

كذلك يتعين أن تكون الواقعه محل الاتهام مستوجبه للعقاب أو الاحتقار بين الناس.  وقد استقر القضاء على أن الاصل فى القذف الذى يستوجب العقاب هو الذى يتضمن إسناذ فعل يعد جريمه مؤثمه قانونا بعقوبه جزائيه.  فإذا لم تتوافر فى الوقعه المؤثمه شرط العقاب إن صحت أو شروط الاحتقار من الناس فإن ذلك لا يعد قذفا.

وتبطبيق تلك القواعد القانونيه على الواقعه محل اتهام جيهان منصور يتعين هنا أن نبحث معنى "الفاشيه السياسيه".  الفاشيه كلمة عرفت من أيام موسولينى الذى كان حليف هتلر فى الحرب العاليمه الثانيه.  وهى تعطى معنى "الدكتاتوريه".

وهنا يتعين البحث هل وصف عصام العريان بالدكتاتور يستوجب العقاب؟  وهل هذا القول يؤدى إلى الاحتقار بين الناس؟

وفى رأيى أن جريمة القذف غير قائمه.أولا لأن كلمة دكتاتور لا تستوجب العقاب أو الاحتقار.  فهى كلمة مدرجه بين العامه لمن له كلمة عليا ولا يستشير الغير فى الرأى أو العمل فهى لا تستوجب العقاب بذاتها.  كما أنها لا تستوجب الاحتقار.  بل على العكس فإن الدكتاتور يمارس سلطه مطلقه وهذه الصفه تجعله فى مصاف القاده والحكام وإن كانت قيادته أو حكمه تتسم بالدكتاتوريه أى أنه لا يستشير أحدا فى آراءه أو تصرفاته.  وهذا لا يؤدى إلى الاحتقاربل على العكس يؤدى إلى الرهبه لمن يعمل معه, فقط إن من يعمل معه لا يحبه لانه دكتاتور وليس فى ذلك قذف أو جريمه.

من ناحية أخرى فإن القول لييس محل جريمه محدده ومن ثم تستوجب العقاب بل هى عباره مرسله لا تهدف إلى واقعه محدده كما أنها لا تؤدى إلى احتقاره أو ازدرائه.  هذا فضلا على أن جيهان منصور كإعلاميه من حقها بل من عملها أن تبدى رأيها فى الاشخاص العموميين لان ذلك من صلب عملها طالما أن هذا الوصف لا يشكل جريمه أو واقعه محدده تؤدى إلى الاحتقار.

على ذلك فإنى لا أرى إطلاقا أن جيهان منصور مدانه بأى جريمه.



 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter