مصطفى عبيد
أقر وأشهد أنا الموقع أدناه أنني خلعته.. شطبته.. مسحته من فوق عرش مصر، ولا أعترف به رئيسًا ولا نصف رئيس، ولا حتى "خيال مآتة" يقبع في قصر الرئاسة، ويظهر في المناسبات الرسمية، ويهنئ الناس بعيدي الفطر والأضحى. لا أقبله متحدثًا باسمي وباسم المصريين في المحافل الدولية، ولا أرضاه قائدًا أعلى لقواتي المسلحة، ولا زعيمًا لبلادي التي علمّت العالم يومًا ما.
ما فعله بنا في عام كفيل بإطلاق سلسلة من الثورات، وما صنعه من قبح لم تعرفه مصر في عصر المماليك، وما سفحه من دم لم يسفح في عهد عبد الناصر، وما حققه من انبطاح وتبعية للأمريكيين لم يتحقق في عهد السادات، وما خلفه من تردٍّ وفقر وفوضى لم نعرفه في عهد مبارك.
لا هو أهل لها ولا هي تليق بجماعته. أما هو فضعيف، وهن، تابع، مدفوع، منعزل عن الناس ومشوه لحياتهم. وأما جماعته فمجموعة من القتلة واللصوص والسماسرة والكذبة والمتاجرين بدين الله الذين لوثوا وجه مصر، وانتهكوا جمالها، وحرفوا تاريخها، وتهاونوا في جغرافيتها.
جماعة فاشية، انتهازية غير مصرية المشروع، تشتري أنصارها وتبيع أبناء البلد، تعتبر كل معارض لها كافرًا، وكل مخالف لما ترى مرتدًّا، وتصوّر كل صيحة عليها كرصاصة مصوّبة نحو الإسلام. خدعتنا فانخدعنا، واستولت على ثورة لم ترفع فيها لافتة، ولم تقدم شهيدًا.
حسبت الجماعة أن الناس مثل أعضائها عليهم السمع والطاعة. تصورت مؤسسة "بديع وشركاه" أن الشعب المصري قابل للشراء، وقابل للتسيير. ظن "اللارئيس" وسادته أن مصر صارت ملكية لهم، وأن ناسها عبيد يساقون يمينًا ويسارًا ويوجَّهون شرقًا وغربًا. حسبوا أن جينات الخوف ما زالت سارية في شرايين المصريين؛ فهددوا وتوعدوا وأرهبوا وكفَّروا، وأطلقوا غربانهم تحرّض وتكذب وتبث الشائعات والدعاية السوداء.
لكنهم ما قدَّروا مصر حق قدرها، فانقلب الغضب تجاه حكمهم وهيمنتهم وتسلطهم الذي لم يكمل عامًا، وسقطت شرعية مرشحهم الطائع محمد مرسي إلى الأبد.
لا مجال هنا للصندوق ونتائجه، ولا تمسُّح بدستور شربناه مرًّا وعلقمًا كارهين. لا عبرة بنظام انتخابي شابته الأهواء، وتحكم فيه المال، وتأثر بالإرهاب والشحن والتخويف من إحراق مصر. لا شرعية لنظام يخرق النظام، ويدوس على تعهداته ووعوده، ويعبث بهوية مصر، ويتلاعب بشخصيتها. لا شرعية لحاكم كشفت الأيام أنه متهم بالتخابر والمشاركة في مؤامرة راح ضحيتها 13 مصريًّا. لا شرعية لرجل كذب على المصريين فيما يخص هروبه من السجن، واتفاقه مع الغرباء على تخريب مصر وقتل مصريين عزل قصدًا أو دون قصد.
ليس صحيحًا أن ما حدث لا يمكن إصلاحه. إننا قادرون دائمًا على الإصلاح، وفي المثل المصري الشائع: "اللي يحضّر العفريت يصرفه"، وعلينا أن نتحمل واجبنا.
إنهم يحسبوننا متآمرين، ونحن كذلك، فالتآمر على القبح مشروع وواجب ومستحب، ويقولون إننا عملاء، ونحن كذلك ما دامت هذه العمالة لمصر وللشعب المصري الأصيل..
فسلام على المتآمرين، وطوبى للعملاء، وشوقًا لليوم الذي نصبح فيه جميعًا متآمرين من أسوان إلى مطروح، ومن بورسعيد إلى السلوم، تآمر جميل نبيل ضد القبح والفاشية والاستبداد.. تآمروا تَصِحُّوا.