الأقباط متحدون - الدين والإضطرابات النفسية
أخر تحديث ٠٠:٣٠ | الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣ | ٢٠ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٧٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الدين والإضطرابات النفسية

بقلم: القس. أيمن لويس 
من يتابع عن كثب ما يحدث فى بلادنا من مظاهر عبثيه وقرارات عشوائيه تخرج عن أدنى حدود المنطق ، يندهش عندما يرى أن مصدر هذه الحالة هم من يلتحفون بالدين ويتمسحون فيه بل أعتبروا أنفسهم هم من منحهم الله توكيل رسمى بموجبه لهم الحق فى تحديد سلوك العباد ومحاكمة تصرفاتهم والتمكين لأدارة شئون البلاد محلياَ مبدئياَ كخطوه تمهيديه ليكون عالمياَ ودولياَ . وعندما كان هذا نوع من الوهم ليس العادى بل المرضى جعلنى أعود بالذاكرة لما درسناه ان هناك علاقة حميمه بين الدين والتدين ، الاول هو الممارسة الصحيحة بمعنى أنه الصلاة للدخول فى علاقه خاصة مع الله القدوس الرحيم وما يتبعه من شفاء نفسى وسلام داخلى يثمر فى عمل صالح وحب للخير وكره للشر.
 
إذاَ الدين بناء ( شخصيه سويه ) وهذا هو سر قوة عمل أنجيل يسوع المسيح بالروح القدس ، والثانى هو الادعاء الوهمى الكاذب المخادع للنفس وللأخرين هدام يصل فى بعض مستوياته للخطر على النفس والمجتمع ، وفى كثير من الاحيان يكون مرض من أمراض الاضطرابات النفسية التى تتطلب علاج دوائى ومصحات نفسيه وقد يصل الامر الى طلب جلسات صدمات كهربائيه لضبط إيقاع المخ.
 
إذاَ المسافه بين الدين والاضطرابات النفسيه شعره ! . وأنا أرى أن الثانى هو الاكثر شيوعاَ فى بلادنا . ولأننا مجتمع فى عمومه هجرنا التفكير العلمى المتحضر بل أتخذنا منه موقف عدائى ، أصبح هؤلاء المرضى الذين يعانون من الأضطرابات النفسيه هم الناس البركه وهم المعلمون وهم نجوم المجتمع وأخطر ما فى الامر أنهم نجحوا بمباركة المجتمع الامى البدائى فى تحقيق قدر كبير من الاستحواذ على مقدرات البلاد وكراسى السلطه رغم عدم تخصصهم فى علوم السياسه والاداره والاقتصاد ولكن كجزء من أعراض احد الامراض النفسيه كما سوف نرى .
 
    ومن الامراض النفسيه التى لها علاقه بالمظاهر الدينيه فى حدود معرفتى هى :
الافكار الوسواسيه القهريه الدينيه ، وهو أضطراب نفسى شائع عادة ما يأتى للأشخاص الاكثر ألتزاماَ فتسيطر عليه أفكار وتختلف هذه الافكار وتتنوع ، فهناك من يرى أنه الاكثر علما بأمور الدين ومعرفة أرادة الله دون المامه بالاسس العلميه لدراسة أصول الدين  ، أو أنه الموكل  من الله لهدى العباد  وهناك من يشعر بالذنب ، أو الرغبه فى الاعتكاف .. الخ . 
 
الفصام والهوس أو الاضطراب الهذيانى (الذهانى) . وهذا المرض وإن كان متعد المظاهر إلا أنه يأتى أحياناَ فى صوره دينيه  . فنرى هذا المريض يهذى بعبارات دينيه غريبه وغير مألوفه .
 
مرض السادية . وهو من أخطرها . فمرض الساديه ينقسم لثلاث مستويات متدرجه الاول الساديه المقبوله وتبقى فى الذهن كفكره ولا تتعدها ولا تمثل حالة أستمرارها تهديد ، والمستوى الثانى الساديه المتوسطه ويتم فيها التحكم بحدود ومقدار العذاب والالتفات لمدى خطورته ، أما المستوى الثالث هو الساديه الاجراميه وهى تصل الى حد القتل أو التمثيل بجسد الضحيه ، مثل ذلك الذى أكل كبد ضحيته من مجاهدى سوريا بتلذذ وأفتخار . 
 
 ويبداء الاتجاه السادى منذ الطفوله حيث يتم ذرعه فى الطفل وذلك عندما يعتاد مشاهدة مشاهد التغذيب والقتل بل ويتم تشجيعه على فعلها وما يلبث ان يبدئها مع الطيور والحيوانات ثم يتطور الامر ويتجذر مع مراحل النمو ، وهذا هو ما يتم لعمل الارهابيين فهم يدفعون منذ التنشئه على أستخدام العنف والوحشيه مع الاخرين بهدف السيطره والهيمنه بل ويمتدحونهم على هذا السلوك . 
 
   ومن الصفات والسمات  للشخص السادى  هى :
1- يتدرج السادى فى  مستويات أيذاء الاخريين بدأ من ( الاعتداء اللفظى ) أهانة وأحتقار الناس على الملى والاستهزاء والاستخفاف بمن لا يرضى الخضوع لسيطرته ، حتى الوصول بالاستمتاع والتلذذ بألام ومعاناة الاخرين نفسياَ وجسدياَ .
2- أستخدام وسيلة الكذب من أجل أيذاء الاخرين . 
 
3- الهوس بالسلاح واحداث أصابات وجروح ، يشعر بعدها بالهدؤ والاستمتاع .
4- عصبيه مفرطه وعدم السيطره على مشاعر القلق والتوتر والخوف الذى يصيبه ، يكاد يكون فى حالة هياج وغضب دائم ولا يستطيع السيطرة على دوافعه وميوله ، ولديه ميول للشجار والعنف .
 
5- حب الهيمنه والسيطره المفرطه فهو يريد أن يكون القائد دائما وله الكلمه العليا ومريض بجنون العظمه . 
6- يسعى للمخاطره والمجازفه ولا يحتمل أن يجلس وحيداَ بدون وجود فريق يتلذذ بتعذيبه ، ولا يبهجه حدوث الخير حتى لبعض القربين منه .
7- الهلاوس والتهيؤات فيحاول المريض تقمص شخصيه وهميه تاريخيه مثلاَ كما يتخيل كثيرا وجود أشباح أو مؤامرات أو دسائس أو كائنات يجب السيطره عليها ، ويفقد ثقته فى الا خرين .
8- هويته النفسيه مشتته ويهوى الانضمام إلى جمعات  تتوافق مع ميوله .
 
9- ثم الوسواس والافراط فى مظاهر النظافه والترتيب واهدار الوقت فى التنظيم ويعانى من أضطرابات النوم . 
بأختصار هو أنسات يتصف بقسوة القلب يرفض قبول الاعذار ، ولايعرف مسامحه الاخرين ، وتخيل معى هذا الانسان الذى له مثل هذه الميول المرضيه لو وجد فى نصوص عقيدته الدينيه ما يؤيد هذه الميول ويذكيها  فعلى أى شكل يكون؟!! ، فقد وجد ما يبرر تصرفاته ضميرياَ وأجتماعياَ.   
 
   وعادة الانسان المصاب بأحد هذه الامراض يخرج بالدين من أطاره الطبيعى للتطرف ، وتختلف حدة المرض من شخص لأخر ، ومكمن الخطر والكارثه والمصيبه الكبيرة لأننا فى مجتمع يعانى من الاميه وحدث له بفعل فاعل تغييب للعقل ، وتم حقنه بما يجعله مريض بالهوس الدينى ، فأصبح كل ما يرتبط بالدين يجب التسليم به والاستسلام له ، لهذا أنخدع كثيرون  وهم ملايين فى هؤلاء المرضى المتدينون وعوضاَ عن كشف مرضهم تم  أمتداح تدينهم والتزامهم وتذمتهم وتطرفهم دون أن يفهموا أنهم مرضى يعانون من اضطرابات نفسيه !! و منهم تأتى رياح التطرف الدينى والدعوات المباشرة والعلانيه للعنف والقتل . وعوضاَ عن  نبذهم وارسالهم للمصحات النفسيه لتلقى العلاج  تم منحهم تفويض لحكم البلاد  ، أيها المواطنون لا تستغربوا البلوى المحرقه التى بينكم حادثه . فهؤلاء تحدث عنهم الكتاب المقدس عندما حزرنا من هؤلاء النفسانيون السالكين حسب شهوات قلوبهم ،الكذابون  الذين يتحدثون بأسم الله باطلاَ.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter